شـرح وبيان لهذه الرواية :
هذه رواية لم تنقل عن أهل السنة والجماعة وإنما هي من خرافات أهل الضلال والفتن الروافض مع أن ما فيها من كلام يخالف الشريعة بل ويبين أن هذه الرواية مختلقه على هوى الشيعة الروافض ..
أولا : ليس من شيم المسلم أن يكون كجامع حطب في ظلمات الليل ، بل يدور مع الشرع حيث دار ، وللأسف فإن جملة من الوعاظ ذهبوا للكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم زعما منهم أن يكذبوا له ولأجله لا عليه ..
واليوم ظهر علينا على الساحة الإسلامية من قام يؤلف أحاديث ويعظ الناس بمواعظ هي أقرب إلى الدجل وإلى حب الظهور والشهرة .. فقاموا بنشر هذه الأمور على ساحات المنتدى .. على مسامع الناس في الفضائيات .. على البريد الإلكتروني .
والمسلم الحريص وطالب العلم لا يلتفت لهذه الأمور ولا يغره بما فيها إلا أن يتثبت من صحة الخبر أو ضعفه ..
ولذلك نحذر المسلمين وننصحهم أن لا يغتروا بكل من هب ودب وقام يتكلم بإسم الدين ، فإن هذا العصر هو عصر أولائك النفر الذين هم من جلدتنا ويتكلمون بلساننا ، ولكنهم دعاة على أبواب جهنم ..
وننصح أحبابنا في الله ، نصيحة حب واشفاق ممن يحب لكم الخير أن تلتزموا دائما بمبدأ:
هل عندك دليل ..
هل هذه الرواية صحيحة
من أين لكم هذه الرواية ..
وأما عن حكم السلام على غير الأنبياء وعلى سبيل الإفراد فحكمه كالتالي :
فإن كان السلام هو الصلاة....... والصلاة هي السلام .....والسلام أو الصلاة على شخص ما لا يخلو أمرها من ثلاث حالات هي كالتالي :
الحالة الأولى : أن يكون السلام أو الصلاة على شخص بعينه لخصوصيه له ـ وهنا نقصد غير الأنبياء ــ دون سائر الأشخاص ، كمن يخص علي أو فاطمة ـ رضي الله عنهما ـ دون سائر الصحابة إما لتنزيه أو لعارض دفعه لتخصيص الصلاة أو السلام لهما .
مع أنه لو طلب أن يسلم على غيره أو يصلي لما فعل ، بل حتى رأيت من الشيعة من يسلم على فاطمة وعلى رضي الله عنهما ، ويدع الصلاة على النبي ويرمز لها بحرف ( ص ) سحقاً سحقاً لهذه العقول والقلوب
فهذه الصلاة أو السلام على شخص بعينه ومفرده دون غيره فهي لا تجوز . قال النووي ـ رحمه الله ـ في الأذكار : " وأما السلام . فقال الشيخ أبو محمد الجويني من أصحابنا: هو في معنى الصلاة، فلا يستعمل في الغائب، فلا يفرد به غير الأنبياء، فلا يقال: علي عليه السلام، وسواء في هذا الأحياء والأموات، وأما الحاضر، فيخاطب به، فيقال: سلام عليك، أو سلام عليكم، أو السلام عليك، أو عليكم، وهذا مجمع عليه . "
الحالة الثانية : أن يكون السلام أو الصلاة على شخص بعينه ومفرده ولا يخص بها دون الآخر ، ولكن هي عاده له أن يسلم على فلان وعلان وهذا وذاك .. هنا اختلف العلماء ، فمنهم من رآى ان هذا من باب الآدب ومنهم من قال أنه أمر مكروه ، وقد اختلفوا هل هو كراهة تنزيهية أم تحريمة ..
والصحيح والذي رجحه النووي وغيره أن هذا الأمر هو للكراهة التنزيهية وكذلك قال بالكراهة التنزيهية للحالة الأولى .
قال النووي ـ رحمه الله ـ في شرح مسلم قال أصحابنا: " لا يصلى على غير الأنبياء إلا تبعا، لأن الصلاة في لسان السلف مخصوص بالأنبياء صلاة الله وسلامه عليهم، كما أن قولنا: عز وجل مخصوص بالله سبحانه وتعالى، فكما لا يقال: محمد عز وجل، وإن كان عزيزا جليلا، لا يقال: أبو بكر صلى الله عليه وسلم، وإن صح المعنى. واختلف أصحابنا في النهي عن ذلك، هل هو نهي تنزيه أم محرم أو مجرد أدب، على ثلاثة أوجه، الأصح الأشهر أنه مكروه كراهة تنزيه، لأنه شعار لأهل البدع، وقد نهينا عن شعارهم. " إلى أن قال: .... قال أبو محمد الجويني من أئمة أصحابنا: السلام في معنى الصلاة، ولا يفرد به غائب " ا.هـ .
فخلاصة الحالتين ، أن تخصيص شخص بمفرده دون غيره لا يجوز وأما أن لا تخصصه ويكون ذلك من عادتك وكأن يكثر على لسانك ، فكلا الحالتين يكون الأمر فيهما للكراهة ، ولا شك أن الحالة الأولى تشتد كراهتها ...
والذي يجعلنا أن نذهب إلى ماذهب إليه العلماء هو لسببين ، هما كالتالي :
الأول : أن هذا الفعل غالباً ما يكون شعاراً لأهل البدع وهذا معروف لمن ينظر على الساحة الإسلامية اليوم وينظر ما فيها من أفكار تهب وتدب من صعاليك ولصوص العلم ، فهو شعار لهم .. وان نهيته عن عدم الصلام إلا للأنبياء ، قام الدنيا وأقعدها ، وان طلب منه أن يصلي على أهل مذهبه ، صلى عليه وبارك وسلام تسليمات كثيره ، وأن طلبت منه أن يصلي على النبي كتب لك ( ص ) والله المستعان ..
الثاني : أن السلام والصلاة على الأفراد ومن دون تخصيص لم يكن منهج وعادة السلف لأنهم كانوا يستعملون ذلك في حق الأنبياء لا غير ...
والتعليق على مضمون ما جاء في لماذا نسجد مرتين !
ماجاء من ذكر الآية ثم انتهائها بصدق الله العظيم ، فهذا لا يجوز وهو من البدع لأنه على غير هدي رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام ، فإننا نعلم أن النبي كان يستمع لقراءة بن مسعود قال يا رسول كيف أقرأ عليك وعليك أنزل قال إني أحب أن أسمعه من غيري فقرأ حتى بلغ قوله تعالى (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً) فقال النبي صلى الله عليه وسلم حسبك ولم يقل عبد الله بن مسعود صدق الله العظيم ولم يامره النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ونعلم ان من الصحابة من يتدارس مع اصحابه وكذلك تدارس النبي مع جبريل في كل سنة مرة القرآن وأما في السنة التي كانت قبل موته مرتين ، ولا نعلم أن أحد قال بعد كلام الله صدق الله العظيم
ثم من قال أن أفضل مافي الإنسان عقله ، هذا باطل ، بل ان أفضل مافي الإنسان قلبه فالحديث: يقول إن في الجسد مضغه إذا صلحت صلح سائر الجسد وإذا فسدت فسد سائر الجسد ألا وهي القلب ـ أيعقل أن يكون العقل هو الأفضل أم القلب فإن فسد القلب من فساد الجوارح والدين وكل شئ ، فان صلاح القلب الذي هو ملك للبدن من صلاح الجوارح ، فان الملك لو صلح لصلحت جنوده والتي هي بمثابة الجوارح ..
قال شيخ الإسلام ابن تيميه ـ رحمه الله ـ " فإذا كان فيه ـ أي القلب ـ معرفة وإرادة سرى ذلك إلى البدن بالضرورة ، لا يمكن أن يتخلف البدن عما يريده القلب ..
فإذا كان القلب صالحاً بما فيه من الإيمان علماً وعملاً قلبياً ، لزم ضرورة صلاح الجسد بالقول الظاهر والعمل بالإيمان المطلق ، كما قال أئمة أهل الحديث : قول وعمل لازم له متى صلح الباطن صلح الظاهر ، وإذا فسد فسد .. وإذا قام القلب بالقلب التصديق به والمحبة له لزم ضرورة أن يتحرك البدن بموجب ذلك من الأقوال الظاهرة ، والأعمال الظاهرة ، فكل منهما يؤثر في الآخر .. " ا.هـ
بخصوص السجود مرتين
أن العبد إذا سجد يكون قريب من ربه كما جاء في الحديث ، وما دام العبد يحب أن يكون قريب من ربه ، فهو يسجد مرتين ليسأل الكريم ، فإن من الناس من يتمتع من يسجد لله ويطيل في السجود وقد نعلم من سنة النبي ان سجوده كان بمقدار ركوعه وركوعه كان بمقدرا وقوفه وكان يقرأ في ركعة واحدة البقرة والنساء وآل عمران ..والله تعالى أعلم
وأيضا عند قراءت سورة آل عمران ترى أن الله قدم على مريم عليها السلام السجود قبل الركوع فقال تعالى { يا مريم اقنتى لربك واسجدي واركعي مع الراكعين }
فالآية فيها اولا السجود ثم الركوع ، ونعم أن في الصلاة يكون الركوع أولا ومن ثم السجود ..
قد يكون السجود هنا بمعنى الخضوع ، لأنه بمعنى السجود ، ألا ترى أنه لو كان أحد أولى بالسجود لكانت المرآة تسجد لزوجها كما جاء عن النبي وذلك لعظم حقه ومن باب تقديره ..
ثم نعلم أن السجود يدل على التعظيم لأن هناك من الصحابة من جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فسجد له تعظيما للنبي فنهاه النبي عن ذلك ، وقد يكون السجود من باب الإحترام ونحو ذلك كما مع يوسف وأهله وغير ذلك .. لكن شريعتنا لا يوجد فيها ذلك وهي ناسخه لما سبق
أو قد يكون ، تقديم الله للسجود عن الركوع لحكمه لا نعلمها او نعلمها ونسلم بهذا الشئ ، ويمكن أن نقول هنا أن تقديم السجود هو لأن العبد اقرب ما يكون قريب من الله وهو يسجد ، ومريم هي من أهل الطاعة والعبادة الكثيرة فقد يكون قدم الله السجود عن الركوع لها لأنها كثيرة التعظيم والسجود لله ...
والله أعلم